القدس - دارئرة الإعلام بالاتحاد- عقد الفريق جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية مساء اليوم، مؤتمراً صحفياً في مقر أكاديمية جوزيف بلاتر بمدينة البيرة، حول التحديات التي تواجه الرياضة الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا، وللحديث عن الإنجازات التاريخية التي تحققت في الآونة الأخيرة على مستوى المنتخب الوطني لكرة القدم، والمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 المقبلة.
وفي مستهل حديثه قال الرجوب إن العمل يجري لتوفير عناصر القوة والحماية للحركة الرياضية الفلسطينية، مشدداً على أن هذه المنظومة ملتزمة بكل القوانين والمواثيق الرياضية الدولية، وتحمل رسالة الشعب الفلسطيني وعذاباته للعالم كله.
وحول عدوان الاحتلال أشار الرجوب على أن قطاع الرياضة تعرض كونه جزء من الشعب الفلسطيني، لعدوان احتلالي أحادي الجانب على كل ما هو فلسطيني، بوتيرة غير مسبوقة استهدفت كل ما هو موجود بغزة، إضافة لسياسة تضييقية وإجراءات تجاوزت كل الحدود في الضفة وشرق القدس، أدت لإعاقة الحركة ونشر الحواجز والاجتياحات والاغتيالات بشكل يومي، وهو ما انعكس على عدم القدرة على استكمال الأنشطة الرياضية.
وأضاف: "ما حصل في غزة من استهداف وتدمير أدى لاستشهاد 300 رياضي، بالإضافة إلى عشرات ما زالوا مفقودين ومئات المعتقلين ومئات الجرحى، إضافة لتدمير كل البنية التحتية من ملاعب وصالات ومسابح وغيرها، فلم تبق منشأة رياضية أو شبابية أو كشفية في غزة إلا وقد تم تدميرها".
وتابع: "كذلك الحال في الضفة الغربية، فقد تم استهداف العديد من الأندية، واستشهاد واعتقال العديد من اللاعبين، بالإضافة لسياسة الخنق والتضييق والحد من الحركة، وهو ما دفعنا إلى إيقاف الأنشطة الرياضية فيها، وهذا كان له تداعيات نفسية ورياضية واجتماعية على الرياضيين وعائلاتهم وشعبهم".
وأكد الرجوب، أن المنظومة الرياضية والشبابية والكشفية حاولت منذ اليوم الأول المحافظة على الحد الأدنى من المشاركة في المسابقات الدولية والقارية، ومنها مشاركة منتخبنا الأول في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027، وكذلك المشاركة في نهائيات كأس آسيا قطر 2022.
بالإضافة إلى ذلك قام الاتحاد بإعداد برنامج إعداد خاص باللاعبين، من أجل مواصلة العمل على تطوير الكرة والرياضة الفلسطينية.
ووجه الرجوب شكره للدول العربية التي استقطبت اللاعبين الفلسطينيين وفتحت لهم باب الاحتراف في دورياتها، حيث تواجد عدد كبير من اللاعبين الفلسطينيين خارج الوطن، واتجهوا نحو الأردن وقطر وليبيا والكويت ومصر، وتمت معاملتهم كلاعبين محليين، وهو ما ساعد في الحفاظ على لياقة وجاهزية اللاعبين.
وأردف: "هذا قاد منتخبنا الأول لتحقيق إنجازات كبيرة، أبرزها تحقيق إنجازٍ تاريخي ببلوغ دور الستة عشر لأول مرة في نهائيات كأس آسيا قطر 2022، والتأهل لكأس آسيا 2027، وكذلك للمرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 لأول مرة كذلك".
هذا ووجه شكره للدول العربية والصديقة التي دعمت الفدائي في التحضيرات لهذه البطولات والتصفيات، واحتضانها لمنتخبنا وتسهيل حركته وسفره، وهو ما سهل كثيراً من التعقيدات.
كما شكر المنتخب الفلسطيني بطواقمه الفنية والإدارية واللاعبين على المجهود والإنجازات التي تم تحقيقها، وتمنى لهم التوفيق في المرحلة المقبلة من التصفيات وفي الاستحقاقات المقبلة.
وهنأ المنتخبات العربية التي تمكنت من التأهل في التصفيات المزدوجة، وقال إن تأهلها سيمثل حظوظ كبيرة لمنتخباتنا العربية ومنتخبنا الوطني في الوصول بعيداً في هذه التصفيات وبلوغ نهائيات كأس العالم 2026.
وحول المرحلة الثالثة من التصفيات، أكد الرجوب أن المباريات البيتية للفدائي في هذه المرحلة ستقام على أرض فلسطين وفي القدس على ملعب فيصل الحسيني، كما أشار إلى تأكيد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على ذلك، وعبر عن رغبته في أن يكون ضيفا على فلسطين في الخامس من أيلول/سبتمبر المقبل.
وتابع: "إعادة تثبيت الملعب البيتي هو أولوية واستراتيجية بالنسبة لنا، وسنعمل على توفير كل الأسباب لخلق الأجواء المناسبة من أجل اللعب في فلسطين، لكي يرى العالم ويشهد على عظمة شعبنا الذي يعمل على نقل رسالته الوطنية ونضالاته بشتى الطرق ومنها الرياضة".
وعرَّج الرجوب على مشاركات منتخب سيدات فلسطين الأخيرة، خاصة لقاءه مع نادي بوهيميان الإيرلندي الذي جرى في العاصمة دبلن، مؤكداً على أهمية إبراز دور المرأة الفلسطينية ونضالاتها وتضحياتها، مقدماً شكره لدولة إيرلندا رئيساً وحكومة وشعباً.
وأضاف: "سنستمر في تهيئة الظروف لمنتخبنا النسوي لخوض لقاءات في أوروبا وآسيا، ونأمل من شركائنا أن يعملوا على خلق المزيد من الفرص لمنتخبنا النسوي الذي يمثل أحد رموز قضيتنا العادلة".
على صعيد آخر، أكد الفريق جبريل الرجوب على إرادة الاتحادات واللاعبين والمنظومة الرياضية على التأهل والمشاركة في أولمبياد باريس المقبل، مؤكداً أن الظروف التي يعيشها اللاعبون بفعل العدوان تحمل الكثير من التأثير السلبي على الرياضيين.
واستعرض الرجوب قصص عدد من اللاعبين الأولمبيين الفلسطينيين الذين تأثروا بفعل العدوان، ومنهم محمد حمادة لاعب رفع الأثقال الفلسطيني، حيث نجحت اللجنة الأولمبية بإخراجه من القطاع، بعد أن فقد من وزنه 20 كغم.
وكذلك تحدث عن الشهيدة نغم أبو سمرة بطلة الكراتيه، وقال :"حاولنا إخرجناها من قطاع غزة بعد أن تعرضت لإصابات بليغة أدت لبتر جزء من أطرافها، لكنها استشهدت قبل أن نتمكن من إخراجها، ولدينا العديد من اللاعبين الذين كان لديهم بعض الفرص لكن الاحتلال قتلهم".
وحول اللاعبين المشاركين في أولمبياد باريس الشهر المقبل، تحدث الرجوب عن تأهل لاعب التايكواندو عمر إسماعيل، بالإضافة لبعض المشاركات في ألعاب أخرى كالجودو والسباحة ورفع الأثقال.
وأردف: "جميعهم حالياً يشاركون في معسكرات ونحاول تقديم كل شي من أجل الاستعداد والتحضير".
وأشار الرجوب إلى أن دورة الألعاب ستنطلق في 26 من الشهر المقبل، مشدداً على أهمية المشاركة والتفاعل مع كل اللجان الأولمبية المشاركة في هذا الحدث الكبير والعالمي.
وعن التحركات في سبيل التصدي وفضح جرائم وانتهاكات الاحتلال، قال الرجوب إن جرائم الاحتلال تحمل كل مظاهر الإرهاب الدولي، واستهدفت كل قطاعات الرياضة والشباب، لكن في ظل صمت مطبق من العالم والمنظمات الرياضية.
وقال: " هذا الصمت أمام الخروقات الإسرائيلية بحق المواثيق والأنظمة واللوائح التابعة لفيفا، دفعتنا للتوجه إلى كونجرس الفيفا والمطالبة بتعليق جميع أنشطة الاتحاد الإسرائيلي، كمقدمة لطرد الاتحاد الإسرائيلي من الفيفا".
من جانبه، شكر الرجوب، اتحاد غرب آسيا ورئيسه الأمير علي بن الحسين وأيضا اتحاد الاسيوي، الذين اتخذا موقفا بالإجماع، وتبنوا مشروع ومطالب الاتحاد الفلسطيني.
وتابع: "تم قبول مطالبنا كمطالب عادلة، وتمت الدعوة لجلسة طارئة لمجلس الفيفا قبل تاريخ 20/7 المقبل، وتم اللجوء لمستشارين قانونيين لحسم مشروعية مطالبنا، والتي نرى أنها شرعية، خاصة حول قضية الأندية المقامة في المستوطنات غير الشرعية، والتي تشارك دوري دولة الاحتلال بشكل علني، وهذا مخالف لقوانين الفيفا".
ثمة العديد من جنود الاحتلال هم رياضيين في مختلف الألعاب، ونتلقى تهديدات بشكل مستمر من قبل مسؤولي الرياضة في دولة الاحتلال وعلى رأسهم كاتس وزير رياضة الاحتلال، ويستخدمون تويتر في تهديداتهم وممارسة الإرهاب، لكننا مستمرون ولن نتراجع عن مطالبنا.
كما أشار إلى أن هذه الجرائم بحق الشعب والرياضة الفلسطينية بما في ذلك سياسة الخنق في الضفة والقدس، يجب أن يكون كافياً لمنع وحرمان الاحتلال ولاعبيه من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، كون مسؤولي اللجنة الأولمبية ولاعبيها يدعمون قتل الأطفال ويشاركون في قتلهم والتحريض على ذلك.
أضاف: " من هنا ندعو الاتحادات الأولمبية العالمية وأحرار العالم، لرفع الكرت الأحمر في وجه اللجنة الأولمبية الإسرائيلية ومنها من المشاركة في أولمبياد باريس، وآن الأوان لإخضاع الاحتلال المجرم للمحاكمة، وندعو فرنسا إلى اتخاذ موقف بهذا الخصوص".
كما دعا اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى اتخاذ إجراءات وخطوات فاعلة، من أجل منع الاحتلال ورياضييه بالمشاركة في أي نشاط رياضي أو محفل رياضي عالمي، وتعليق عضوية اتحاداتها الرياضية في هذه المنظمات.
هذه رسالتنا ونعتقد أن ما قامت به إسرائيل وإصرارها اتحاداتها الرياضية تسقط عنها أي حق للمشاركة بأولمبياد باريس، وندعو فرنسا إلى اتخاذ موقف بهذا الخصوص.
وأوضح الرجوب مبادئ الرياضة الفلسطينية، وهي ألا علاقة لها بالسياسة، وأنها والرياضة محكومة بقوانين الفيفا والمواثيق الأولمبية وهي رياضة واحدة ولا دخل لها بأي تجاذبات سياسية.
وأضاف: "نحن مستمرون في تطوير الرياضة وتطوير وعي أبناءنا حول دور الرياضة ورسالتها، وسنبقى متمسكين في أن تكون الرياضة مصدر وحدة لكل الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس والشتات، وأن المنظومة الرياضية ستبقى بوابة مفتوحة لكل الكفاءات الرياضية، وسنبقي على أن تكون الرياضة بعيدة عن أي أجندة سياسية أو شخصية".