
القدس - إعلام اللجنة الأولمبية: محمد فتحي، حكم كرة طائرة من قرية عزون، قضاء محافظة قلقيلية، عزم قبل ستة أعوام على اقتفاء أثر والده الراحل في استكمال مسيرته التحكيمية باللعبة، مع قراره بأن يصبح حكماً في العام 2018، حاملاً طموحات مثله الأعلى، لاستكمالها وتحقيقها في مجال اللعبة، داخل فلسطين وخارجها.
ومنذ البداية، لقيّ حكمنا الطموح دعماً كبيراً من أسرة الاتحاد الفلسطيني لكرة الطائرة، وخاصة من رئيس الاتحاد حمزة راضي، الأمر الذي قاده لإدارة أول نهائي محلي، في بطولة "كأس وطن واحد" بين نادييّ سنجل والقوات.
مؤخراً، بدأ اسم الحكم محمد فتحي يتردد صداه عربياً، بمشاركته في بطولة الألعاب العربية في الجزائر عام 2023، والدوري العراقي الممتاز في نفس العام، بالإضافة إلى بطولة الأندية العربية التي أقيمت مطلع العام الجاري بقطر.
شعوره في أول مباراة دولية:
أدار محمد أول مباراة دولية له بين المنتخبيّن الجزائري والأردني. هذا الحدث يصفه حكمنا بأنه كان يحمل إليه مشاعر فخر واعتزاز، خاصةً مع بتحقيق ما كان يطمح إليه والده العزيز، رغم أن المرض الذي ألم به قبل وفاته، لم يمهله ليرى هذا الإنجاز.
أبرز مشاركاته في البطولات المحلية والعربية والدولية:
محليًا، يُعتبر "كلاسيكو فلسطين" بين فريقي سنجل وجيوس من المباريات التي لا تُنسى له، لما تحويه من تنافس وندية عالية بين الفريقين. أما على الصعيد الدولي، كانت مباراته بين الزمالك والأهلي هي من أبرز المباريات التي حكمها، بسبب تاريخ وقوة الفريقين وجماهيرهما.
كيفية التحضير للبطولات:
قبل كل بطولة، يحرص محمد على التحضير الجيد من خلال مراجعة القوانين وتحديثاتها، والاطلاع على آخر التعديلات في القوانين الرياضية، بالإضافة إلى متابعة المباريات الدولية لتحسين مهاراته وقدراته.
أصعب المباريات:
من بين المباريات الأكثر تحديًا التي حكّمها، كانت مباراة الزمالك والهلال في قطر، بسبب تواجد العديد من اللاعبين المحترفين، مما جعل المباراة مليئة بالتحديات والضغوط.
أصعب القرارات التحكيمية:
لم يواجه محمد أي صعوبة في اتخاذ قراراته التحكيمية، حيث يعتبر أن الأمانة والنزاهة هما الأساس في أداء مهمته التحكيمية، ويشعر أن هذا هو واجب لا يتنازل عنه أبدًا.
التعامل مع الضغوط الجماهيرية:
الجماهير، بالنسبة لمحمد، تضفي جمالًا على المباريات وتزيد من التحدي والإثارة. ورغم الضغط الكبير الذي يواجهه، فإنه يعزو نجاحه إلى تركيزه الكامل في الملعب وعدم الالتفات إلى الضغوطات الخارجية. ويعتبر أن هذا التركيز هو الأساس للوصول إلى النجاح.
الانتقادات الجماهيرية:
لم يتعرض محمد لانتقادات جماهيرية على الصعيد الدولي، وهو يرجع ذلك إلى نزاهته وأمانته في تحكيم المباريات، ويرى أن ذلك من أكبر أهدافه التي يسعى لتحقيقها في مسيرته التحكيمية.
تمثيل فلسطين في المحافل الدولية:
بالنسبة لمحمد، تمثيل فلسطين في المحافل الرياضية الدولية هو أمر بالغ الأهمية، في ظل الصراع القائم تحت الاحتلال، حيث يشعر بأنه يمثل جزءًا من نضال الفلسطينيين للحفاظ على هويتهم ووجودهم في العالم، معرباً عن شعوره بالفخر الذي لا يوصف عندما تم تقديمه كأول حكم فلسطيني في دول مثل الجزائر وقطر، خاصة عندما كان الجمهور يرفع شعار فلسطين في المباريات.
مواقف لا تُنسى:
من أبرز المواقف التي لا يمكن لمحمد أن ينساها، هي لحظة حصوله على الدراسة الدولية في العراق، ورؤيته علم فلسطين بين أعلام الدول المشاركة. كما أن تلقيه نبأ أنه أصغر حكم دولي يحصل على هذه الدراسة كان من أروع اللحظات في مسيرته.
طموحات محمد فتحي:
محمد يطمح إلى التدرج في التصنيفات الدولية وصولًا إلى أعلى المراتب العالمية. هو يسعى للارتقاء بمستواه التحكيمي، ليظل حلم والده حيًا ويستمر في رفع اسم فلسطين عاليًا في جميع المحافل الرياضية الدولية، واضعاً نصب عينيه على أن فلسطين ستكون دائمًا في ذاكرة العالم، شامخة وقوية.
في النهاية، مسيرة محمد فتحي هي مثال على الإصرار والنزاهة، وقصة كفاح رياضي يحمل في طياتها الأمل والطموح.